خيارات تنمية البحر الميت وحملة عجائب العالم الطبيعية

خيارات تنمية البحر الميت وحملة عجائب العالم الطبيعية
الخميس, 27 اغسطس, 2009

وصل البحر الميت يوم أمس الى اللائحة النهائية من 14 موقعا طبيعيا دخلت المنافسة النهائية لإختيار عجائب الدنيا الطبيعية الجديدة السبع وهي النسخة الثانية من مسابقة عجائب الدنيا الجديدةالتي فازت بها البتراء قبل عامين تقريبا.

إختيار البحر الميت جاء بعد مخاض عسير إذ أن الموقع الأخاذ والفريد من نوعه كاد أن يفقد فرصته بسبب عدم وجود "تبني رسمي" للترشيح حسب شروط المسابقة، ولكن في اللحظة الأخيرة تم تقديم ملف ترشيح مشترك مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل – يمكن للبعض أن يعتبر ذلك تطبيعا- ونجح البحر الميت في الوصول إلى قائمة المواقع الأربعة عشر المرشحة والتي تم اختيارها من بين 220 موقعا في المرحلة الأولى مما يشير إلى ضراوة المنافسة ووجود فرصة حقيقية للبحر الميت. سيدخل البحر الميت في منافسة صعبة مع مجموعة من أروع المواقع التي أبدعها الخلق ومنها مغارة جعيتا في لبنان والتي تعتبر الموقع الثاني من العالم العربي، مقابل مواقع مذهلة مثل حوض الأمازون في أميركا الجنوبية والحيد المرجاني العظيم في أستراليا وجزر جالاباجوس في الإكوادور والتي بنى عليها داروين نظرية التطور والجراند كانيون في الولايات المتحدة وشلالات أنجيل في فنزويلا وبركان فيزوف في ايطاليا ونهر بويرتو برنسيسا الذي يقع داخل الأرض في الفيلبين.

يمكن لحملة ترويج للبحر الميت الآن أن تحقق عدة أهداف منها الحصول على المزيد من الدعم لفرص تمويل مشروع قناة البحرين كواحد من الخيارات الإستراتيجية لإنقاذ البحر الميت من تراجع منسوب المياه، ويبدو التوقيت ملائما جدا للتنسيق ما بين وزارتي السياحة والمياه في هذا الصدد.

ولكن هناك واجب داخلي يحتم ايضا وجود وعي بأهمية حماية البحر الميت كموقع طبيعي فريد خاصة من خلال تطوير نظام إدارة تنموية لاستخدامات الأراضي يحمي الطبيعة البيئية الفريدة للبحر الميت والحرص على عدم الإنجرار وراء شهوات الإستثمار المتسرع في المنطقة والتي باتت تؤثر بشكل كبير على النظام الطبيعي. بعض التوجهات التي يتم تقديمها للإستثمار في منطقة البحر الميت تتعامل مع الموقع وكأنه دبي أو سنغافورة وتتجاهل المزايا الفريدة للنظام الطبيعي والذي يتميز ليس فقط بأنه لا مثيل له في العالم ولكنه أيضا هش ومعرض للتدهور الرسيع. أحد أهم الامثلة على سوء الإدارة في منطقة البحر الميت كان تفويض منطقة اللسان التي تعتبر موقعا مذهلا من أجل نشاطات زراعية بدلا من استخدامها للسياحة البيئية المستدامة، ومثل هذه الخيارات قد تتكرر مستقبلا.

حاليا تقوم هيئة المناطق التنموية المكلفة بإدارة المنطقة التنموية في البحر الميت (سويمة إلى أطراف محمية الموجب) بإعداد دراسة تقييم اقتصادي للبيئة والموارد الطبيعية في المنطقة وهي الأولى من نوعها في الأردن وسوف تساهم في تحديد القيمة المالية والاقتصادية للبيئة الطبيعية وكذلك مدى الخسارة غير المستردة التي يمكن أن تتعرض لها المنطقة في حال تم اتخاذ قرارات استثمارية متسرعة.

من أجل أن يحقق البحر الميت مكانة سياحية وتنموية مهمة فإن الامر لا يقتصر فقط على عدد مرات التصويت الإلكتروني والهاتفي، فقد اثبتنا في الأردن نجاحنا في هذا النمط من التعبئة العامة ولكن المطلوب هو رسم سياسات وتشريعات وأنماط أدارة للبحر الميت تجمع بتوازن ما بين التنمية وحماية الطبيعة وقد تمكن الأردن أيضا من تحقيق هذه المعادلة بنجاح كبير في مناطق مثل ضانا وعجلون وغيرها من تجارب الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية والتنمية الاجتماعية.

التصويت للعجائب الطبيعية السبع سوف يستمر حتى العام 2011 وهي فرصة ممتازة لتطوير وتنفيذ حملة سياحية وبيئية وحتى تنموية للبحر الميت مع الحرص الشديد على أن لا يتم اتخاذ قرارات متسرعة تطيح بالجاذبية الطبيعية الفريدة من أجل أهداف اقتصادية سريعة وقليلة المردود.



شكرا للئستماع